نظام محاسبة المسؤولية والمفاهيم الإدارية المرتبطة به
ارتبط مفهوم نظام محاسبة المسؤولية ببعض المفاهيم الإدارية والمحاسبية مثل اللامركزية
في الإدارة
والإدارة بالاستثناء والإدارة بالأهداف، وقد جاءت هذه
المفاهيم مكملة لنظام محاسبة المسؤولية كأداة للرقابة وتقييم الأداء في المؤسسات كما يتبين مما يلي:
1. نظام محاسبة المسؤولية واللامركزية:
يقصد باللامركزية تفويض صلاحيات وسلطات اتخاذ القرارات من الإدارة العليا إلى الإدارة الدنيا والأفراد الذين يعملون فيها وذلك نتيجة لكبر حجم المؤسسات سواء كانت الحكومية أوالاقتصادية وإفساح المجال أمام الإدارة العليا للقيام بعمليات التخطيط الاستراتيجي ورسم السياسات العليا للمؤسسة على أكمل وجه.
2.
نظام
محاسبة
المسؤولية
والإدارة
بالاستثناء:
يؤدي أسلوب الإدارة بالاستثناء إلى التركيز على الانحرافات الشاذة والهامة، ويجذب انتباه الإدارة في اتخاذ خطوات تصحيحية وعلاجية لمواجهة الانحرافات وتفادي حدوثها مستقبلا لرفع كفاءة الأداء وتحقيق الرقابة الفعالة، وبالتالي فإن الإدارة بالاستثناء تعني عدم تبليغ الإدارة العليا إلا عند الضرورة، أي عند وجود خطأ أو انحراف جوهري يؤثر على أداء المؤسسة ككل يستدعي ذلك تدخلا سريعا من قبل الإدارة العليا لمعالجة الانحراف الذي حدث، ووضع الخطط العلاجية لتفادي حدوثه مستقبلا ومحاسبة المسئولين عن تلك الانحرافات من خلال معرفة أسباب ومسببات تلك الانحرافات، لذلك يمكن تطبيق مبدأ الإدارة بالاستثناء من خلال نظام محاسبة المسؤولية إذ أنه باستخدام مفهوم محاسبة المسؤولية يتم تقييم الأداء للشخص المسؤول عن مركز المسؤولية، من خلال ذلك يتم رفع التقارير، ويتم تقييم الأداء لكل مستوى إداري، وبالتالي فإن نظام محاسبة المسؤولية يحدد
الخطوات التنفيذية لتطبيق مبدأ الإدارة بالاستثناء، كما يحول مبدأ الإدارة بالاستثناء من صورة وصفية غير ملموسة إلى صورة كمية تأخذ شكل تصميم النظام المحاسبي وفقا لخطوط المسؤولية، وإعداد تقارير دورية لتقييم الأداء الشخصي للمسؤول عن مركز المسؤولية، وترفع
للإدارة العليا حيث تتم عملية الرقابة وتقييم الأداء لكل مستوى إداري.
3. نظام محاسبة المسؤولية ونظام الإدارة بالأهداف:
تعتبر الإدارة بالأهداف عملية يشترك فيها الرؤساء والمرؤوسين في تحديد الأهداف التي يجب تحقيقها في فترة زمنية معينة وتحديد الأساليب أو الطرق التي يجب إتباعها لتحقيق هذه الأهداف، وتحديد مقاييس الأداء، ثم تقييم النتائج الفعلية بناء على هذه المقاييس، ويساهم نظام محاسبة المسؤولية بشكل أساسي في تطبيق نظام الإدارة بالأهداف، وذلك بالربط بين الموازنات التخطيطية التي تعتبر من أهم مقومات محاسبة المسؤولية وبين مراكز المسؤولية نفسها، حيث تعد الموازنات التخطيطية هدفا جوهريا يسعى مركز المسؤولية لتحقيقه، وبذلك يتم مقارنة النتائج التي تم التوصل إليها مع الأهداف الموضوعة مسبقا من خلال الموازنة التخطيطية.
وتكمن العلاقة بين نظام محاسبة المسؤولية والإدارة بالأهداف في النقاط التالية:
·
لكل مستوى إداري أهداف محددة يعمل على تحقيقها، ومن خلال تقارير الأداء يمكن
تقييم أداء المسؤولين من خلال مقارنة الأداء الفعلي بالأهداف المحددة مسبقا، ومن ثم تحديد الانحرافات في التنفيذ.
·
إن تحديد أهداف قابلية للقياس لكل منصب إداري هو جوهر عملية الإدارة بالأهداف،وهذه الأهداف محددة مقدما في المعيار الذي نقارن به الأداء الفعلي عند تطبيق محاسبة المسؤولية.
مزايا نظام محاسبة المسؤولية
يتمتع نظام محاسبة المسؤولية بمزايا
تعود على المنظمة بفوائد عديدة عند تطبيقها لهذا النظام ومن أهمها ما يلي:
1- تسهيل إدارة النشاط في المنظمة بتقسيمها إلى مراكز مسؤولية.
2- التعرف على كفاءة مديري مراكز المسؤولية ومساهمة كل مركز في تحقيق أهداف المنظمة،
وتمكين الإدارة من التعرف على نجاح أو فشل ذلك المركز.
3- مساعدة الإدارة العليا في تقييم الأداء الفعلي لمراكز المسؤولية ووضع نظام ملائم للحوافز
لتشجيع العاملين في تلك المراكز على تحقيق أهداف المنظمة.
4- يهدف إلى مشاركة رجال الإدارة في اتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى رفع روحهم المعنوية
وتحقيق درجة عالية من الرضا النفسي عن أعمالهم.
خصائص نظام محاسبة المسؤولية
1. يعتبر نظام محاسبة المسؤولية أسلوبًا من أساليب المحاسبة الإدارية، ويعتبر أيضا أداة للرقابة وتقييم الأداء في الشركات.
2. يرتبط نظام محاسبة المسؤولية بالهيكل التنظيمي في الشركة من حيث تحديد الأقسام باعتبارها مراكز للمسؤولية وتفويض الصلاحيات وتحديد المسؤوليات.
3. يعمل نظام محاسبة المسؤولية على ربط التكاليف والإيرادات الخاصة بكل مركز مسؤولية
بالأشخاص الذين يتخذون قرارات تؤثر في هذه التكاليف والإيرادات.
4. يصدر نظام محاسبة المسؤولية تقارير أداء مراكز المسؤولية توضح الأداء الفعلي والمخطط
والانحراف بينهما ليقدم للإدارة العليا لاتخاذ القرارات اللازمة.
